أهمـيـة مـراكـز مصـادر التعـلم
يوفر مركز التعلم البيئة المناسبة التي
تمكن الطالب من استخدام مصادر متنوعة للتعلم
يقدم مركز مصادر التعلم أنموذجاً مختلفاً
عن الحصة الصفية يساعد في جذب الطلاب وإثارة اهتمامهم
يقدم بديلاً اقتصادياً يوفر في النفقات
اللازمة لتجهيز جميع الغرف الصفية بالنفقات التعليمية
يساعد في تنظيم المصادر التعليمية وتصنيفها
بما يسهل الوصول إليها
يساعد المعلم من خلال أمين المركز في
عمليات التحضير للحصة وتنفيذها وإعادة تنظيم مواد المصادر التعليمية المستخدمة
وترتيبها وضمان جاهزيتها للمرات القادمة
تتيح للمتعلم فرص التعلم في الأوقات التي
يختارها وللموضوعات التي يفضلها أو يرغب في الاستزادة فيها دون التقيد بالحصة
الصفية وما يقدم فيها
كسر الجمود في الجدول المدرسي التقليدي
وذلك بتغيير مكان التعلم وأساليب التعليم .
مقترحات لتطوير أداء مراكز مصادر
التعلم
هذه محاولة لطرح بعض المقترحات التي أتمنى أن تسهم في تطوير أداء مراكز مصادر التعلم ووضع آليات تسير عليها مراكز المصادر وفق ضوابط محددة تتناسق مع حاجات المعلمين والطلاب على حدِ سواء.
هدفنا هو تفعيل دور مراكز مصادر التعلم وإخراجها بالمظهر اللذي نتمناه نحن التربويين وإيماناً بدور التقنية في تطوير العملية التعليمية .
وسوف أتناول من خلال هذا الطرح عدة محاور وهي:
رؤية لحل مشكلة تفريغ أمناء مراكز مصادر التعلم واعتماد مسمى اختصاصي مصادر تعلم .
أن أكبر المشاكل التي تواجهها مراكز مصادر التعلم هي عدم توفر اختصاصي لمراكز مصادر التعلم مفرغ كلياً لتحقيق الأهداف التي من أجلها وجدت مراكز المصادر .
وهذه المشكلة تتكرر سنوياً في إدارات التربية والتعليم وتسبب الإرباك لمشرفي مراكز مصادر التعلم وأمناء مراكز المصادر بعدم استقرارهم على نصاب محدد من الحصص وكذلك إغلاق بعض المراكز لتكليف أمين المركز بنصاب كامل من الحصص وكذلك عدم العدل في عملية التفريغ أو تخفيض الحصص المتبعة حالياً لأنها لا تفرق بين الأمين اللذي يستحق التفريغ والأمين اللذي لا يستحق لأنها خاضعة لظروف المدرسة واحتياج إدارة التعليم من التخصصات المختلفة .
وأعتقد أن بقاء الحال على هذا الحال سوف يؤدي إلى ضعف أداء مراكز المصادر وعدم الاستفادة منها بالشكل الذي يحقق أهدافها لذا فأنني اقتراح ما يلي :
تحديد نصاب محدد لأمين المركز يتم اعتمادها كحصص ضمن الجدول المدرسي .
أن تحديد نصاب محدد لأمين المركز يعتمد رسمياً من قبل وزارة التربية والتعليم ويكون ضمن الجدول المدرس المعتمد في المدرسة سوف يكون هو العامل الأساسي لتفعيل دور مراكز مصادر التعلم في العملية التعليمية والقضاء على الفكر السائد في بعض المدارس بأن مراكز المصادر مقر لترفيه والحصص الغير مستفاد منها كحصص الانتظار
واقتراح تحديد الحصص وفق الآلية التالية :
اقتراح خطة عمل لمركز المصادر على هيئة خطوط عريضة وتترك التفاصيل في التنفيذ لأمين المركز
إن التخطيط الجيد والمنظم والمتوافق مع حاجات الميدان التربوي سوف يجعل العمل يسير وفق منظومة منضبطة وتحقق الأهداف المرجوة , وإن أي عمل لا يسير وفق منهجية معينة وخطط مستقبلية فإن مصيره هو الفشل مهما بذل من جهود في تنفيذه فكما قيل ( أن التخطيط أساس النجاح )
إن وجود خطة عمل لمراكز المصادر داخل المدارس تساعد اختصاصي المصادر في تنفيذ البرامج التي يريد تطبيقها في المدرسة .
ويجب أن يتم تدريب اختصاصي مصادر التعلم على كيفية التخطيط للعمل من قبل متخصصين في هذا المجال ويمكن الاستعانة بمراكز التدريب التربوي في إدارات التربية والتعليم لتنفيذ برامج تدريبية في هذا الجانب .
إلا أن وجود خطة عمل عامة تتناسب مع المراحل الدراسية ( ابتدائي – متوسط – ثانوي ) أمر ضروري في ظل عدم وجود برامج تدريبية متكاملة ومتخصصة من شأنها رفع مستوى قدرات اختصاصي المصادر في هذا المجال .
وهنا مقترح لمحاور عامة يجب أن تتوفر في أي خطة لمركز مصادر التعلم , حيث يجب أن تشتمل على :
( وهي لجنة مكونة من نخبة من المعلمين في تخصصات مختلفة ويترأسها مدير المدرسة تتولى مناقشة احتياجات المركز وسبل تطويره ويتولى اختصاصي المصادر التنسيق لها )
وضع آلية لتنفيذ الحصص الدراسية في مراكز المصادر
إن تنفيذ المعلم لحصة دراسية يجب أن يكون وفق آلية محددة , ولا تتم بصورة عشوائية ووضع آلية لتنفيذ الحصص الدراسية في مركز المصادر تحقق استفادة مثلى من تنفيذ الحصة في مركز المصادر .
ومن خلال متابعة في الميدان فإنه للأسف الشديد من النادر أن يتم تطبيق حصص دراسية يستفاد خلالها من التجهيزات المتوفرة في مركز المصادر ويكاد ينحصر معظم استخدام المعلمين لجهاز العرض (Data show) في تنفيذ الحصص مما لهذا الأمر أثر سيئ على الطلاب حيث يبقى الطالب مجرد مشاهد لما يعرض أمامه دون تفاعل أو مشاركة من قبلهم , والتركيز فقط على جهاز العرض دون تفعيل باقي مصادر المعلومات المتنوعة في مركز المصادر لا يحقق الهدف من وجود مراكز المصادر .
أن تفعيل مركز مصادر التعلم يتطلب تكاتف من جميع العاملين في الميدان التربوي من معلمين ومشرفين ومديري مدارس ... الخ ولو تم تطبيق الفقرات السابقة فمن المتوقع أن يكون أداء مركز المصادر أفضل من ما هي عليه الآن
فالطالب يجب أن يكون هو محور العملية التعليمة في مركز مصادر التعلم لتحقيق أهداف المركز
فاستخدام التعلم التفاعلي ( وهو التوجه العالمي في التعليم في الدول المتقدمة والذي لا نجده للأسف في عالمنا العربي بل أننا لا نجد له ذكر في كثير من الكتب والمراجع التربوية ) هو الأسلوب الأمثل والأجدر في مراكز المصادر
ولتطبيق هذا الأسلوب لابد من وجود آلية لتنفيذ الحصة في مركز المصادر ومن الممكن حصر تجارب الميدان في هذا الجانب ومشاركة المتخصصين من مشرفين تربويين ومعلمين واختصاصيي مصادر التعلم لوضع تصور لآلية يتم تدريب المعلمين من خلال برامج تدريبية تقام في مراكز مصادر التعلم .
أن تقسيم مراكز المصادر التعلم إلى قاعتين ( صالة للعرض والتعلم التعاوني – وصالة للتعلم الذاتي ) يجب إعادة النظر فيه فالملاحظ التركيز فقط على صالة العرض في تنفيذ الحصص وأهملت المصادر المتنوعة والقيمة في صالة التعلم الذاتي ولا يكاد يكون الاستفادة منها إلا من القلة من المعلمين والطلاب 1. رؤية لحل مشكلة تفريغ أمناء مراكز مصادر التعلم واعتماد مسمى اختصاصي مصادر تعلم . 2. تحديد نصاب محدد لأمين المركز يتم اعتمادها كحصص ضمن الجدول المدرسي . 3. اقتراح خطة عمل لمركز المصادر على هيئة خطوط عريضة وتترك التفاصيل في التنفيذ لأمين المركز . 4. وضع آلية لتنفيذ الحصص الدراسية في مراكز المصادر . 1. تغيير مسمى أمين مركز المصادر إلى مسمى اختصاصي مراكز مصادر التعلم في المدارس على أن يعامل في المدرسة كمعاملة مدير المدرسة والمرشد الطلابي ومعلم صعوبات التعلم من حيث عدم إسناد حصص درسيه له ضمن المناهج الدراسية . 2. يتم الرفع لمعالي وزير التربية والتعليم لاعتماد المسمى الجديد على أن توضح جميع المهام المتعلقة بعمل اختصاصي مصادر التعلم ونصابة من الحصص الأسبوعية والتي سوف يأتي تفاصيلها في الفقرة (2) . 3. المطالبة بتفريغ اختصاصي مصادر التعلم للعمل في هذا المجال فقط حتى لا يكون هناك ازدواجية في عمله كاختصاصي مصادر تعلم والمسمى الوظيفي – معلم - المعتمد في ديوان الخدمة المدنية كما هو الحال مع مديري المدارس والوكلاء والمرشدين الطلابيين ومعلمي صعوبات التعلم . 4. سوف يحقق تفريغ اختصاصي مصادر التعلم الاستقرار له ليعمل وفق ضوابط يتم من خلالها تحقيق أهداف مراكز مصادر التعلم كذلك سوف يساعد ذلك في وضع خطط وبرامج تستمر خلال العام الدراسي كاملاً دون حدوث قصور في أداء المركز بسبب تكليف الأمين بمهام من شانها تشتيت الجهد كنصاب من الحصص . 1. تصميم برنامج حاسوبي يتم إدخال جدول المدرسة فيه ليقوم باختيار حصص للمعلمين بشكل أسبوعي ويكون الجدول اللذي يقوم بعملة البرنامج لكامل الفصل الدراسي ويعتمد من مدير المدرسة ويلزم المعلم بتنفيذ الحصة في مركز المصادر ويقوم المعلم بتحديد الحصص المطلوب منه تنفيذها في مركز المصادر في توزيع المنهج بداية العام الدراسي ليتسنى للمشرفين التربويين عند زيارتهم لمدرسة الاطلاع على مدى تفعيل المعلم لدور مركز المصادر في العملية التعليمية . 2. يكون نصاب اختصاصي مصادر التعلم من الحصص موحد في جميع مراكز المصادر واقترح تحديد نصاب 20 حصة أسبوعية وأربع حصص تدريب لطلاب والمعلمين فيكون نصاب اختصاصي مصادر العلم 24 حصة أسبوعياً . 3. يلتزم اختصاصي مصادر التعلم بالتواجد مع المعلم في المركز أثناء تنفيذ المعلم للحصة في المركز ويساعد المعلم وفق المهام المطلوبة منه كالوصول لمصادر المعلومات بمختلف أنواعها أو المساعدة الفنية في التعامل مع التقنيات المتنوعة في المركز أي أن دور اختصاصي مشارك في تنفيذ الحصة الدراسية بشكل فعال . 1. الهدف العام لمركز المصادر خلال العام الدراسي . 2. الأهداف التفصيلية وهي نابعة من الهدف العام وتحدد العمل لفصل دراسي واحد فقط . 3. تنفيذ الحصص الدراسية ( ويمكن الاستفادة من البرنامج الحاسوبي في تنفيذها ) 4. البرامج التدريبية الموجهة لطلاب والمعلمين . 5. الاستعارة لجميع المصادر المتوفرة في المركز ( مطبوعة – غير مطبوعة ) مع الالتزام ببرنامج اليسير لإدارة مراكز المصادر والمكتبات المدرسية في تنفيذ جميع عمليات الاستعارة و الفهرسة الالكترونية . 6. المشاركات في لمناسبات الوطنية والتربوية ... الخ . 7. عمل لجنة مركز مصادر التعلم 8. عمل جماعة مركز المصادر ومشاركاتها في أنشطة المدرسة المختلفة . 9. تحديد احتياج المعلمين من المصادر التعليمية أسبوعيا وتجهيزها وفق جدول الحصص الأسبوعي .
مهام
أمين مركز مصادر التعلم
لأمين المركز مهام عديدة تحقق في مجموعها الهدف من إنشاء المركز وهي على النحو التالي :
* توفير مصادر معلومات مختلفة ذات علاقة بالاحتياجات التربوية والتعليمية .
* مساعدة الطلاب والمعلمين في الوصول لمصادر المعلومات المتاحة داخل المدرسة.
* مساعدة الطلاب والمتعلمين وتدريبهم على استخدام مصادر المعلومات.
* تقديم النصح والمشورة لأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة حول اختيار واستخدام الوسيلة التعليمية المناسبة .
* توفير التسهيلات التي تساعد المعلم على إنتاج وسائل تعليمية بسيطة.
الأنشطة:
1-تكوين جماعة المكتبة من الطلاب على أساس اهتمامه بالقراءة – وميوله للعمل التطوعي والجماعي والرغبة بخدمة الآخرين 2 - الإعارة الخارجية للكتب
3- الإعلان والدعاية عن الكتاب والمكتبة ( إذاعة ،صحف حائطية ،لوحة إعلانات)
4- مسابقات ثقافية للتشجيع على القراءة
5- أسبوع للكتاب ويحتوى على عدة فعاليات و أنشطة منها ( معرض لبيع كتب الأطفال ـ مسابقة أسئلة في الإذاعة ـ زيارة الصفوف للمكتبة وتعريفهم بالمكتبة ـ تخصيص الخمس دقائق الأولى من الحصة في أول أيام الأسبوع لتحدث عن أهمية الكتاب، مسابقة مكتبات الفصول )
6- مسابقات بحوث وتلخيص
7- زيارات الفصول للمكتبة في حصة القراءة أو التعبير أو حصص النشاط
8- التعاون مع الجماعات في المدرسة .
لأمين المركز مهام عديدة تحقق في مجموعها الهدف من إنشاء المركز وهي على النحو التالي :
* توفير مصادر معلومات مختلفة ذات علاقة بالاحتياجات التربوية والتعليمية .
* مساعدة الطلاب والمعلمين في الوصول لمصادر المعلومات المتاحة داخل المدرسة.
* مساعدة الطلاب والمتعلمين وتدريبهم على استخدام مصادر المعلومات.
* تقديم النصح والمشورة لأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة حول اختيار واستخدام الوسيلة التعليمية المناسبة .
* توفير التسهيلات التي تساعد المعلم على إنتاج وسائل تعليمية بسيطة.
الأنشطة:
1-تكوين جماعة المكتبة من الطلاب على أساس اهتمامه بالقراءة – وميوله للعمل التطوعي والجماعي والرغبة بخدمة الآخرين 2 - الإعارة الخارجية للكتب
3- الإعلان والدعاية عن الكتاب والمكتبة ( إذاعة ،صحف حائطية ،لوحة إعلانات)
4- مسابقات ثقافية للتشجيع على القراءة
5- أسبوع للكتاب ويحتوى على عدة فعاليات و أنشطة منها ( معرض لبيع كتب الأطفال ـ مسابقة أسئلة في الإذاعة ـ زيارة الصفوف للمكتبة وتعريفهم بالمكتبة ـ تخصيص الخمس دقائق الأولى من الحصة في أول أيام الأسبوع لتحدث عن أهمية الكتاب، مسابقة مكتبات الفصول )
6- مسابقات بحوث وتلخيص
7- زيارات الفصول للمكتبة في حصة القراءة أو التعبير أو حصص النشاط
8- التعاون مع الجماعات في المدرسة .
دور مركز مصادر التعلّم في تطوير
العمليّة التربويّة
إنّ
المتتبع للتطوّرات التربويّة يرى الكثير من السياسات التي تحتم على القائمين على
النظام التربوي ملاحقة التطوّرات والمستجدات في الساحة، لذلك نرى عبرّ الأعوام
الكثير من المشاريع التي تهدف إلى تطوير مركز مصادر التعلّم.
لقد مرّت مركز مصادر التعلّم بمراحل عدّة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم ولا زالت قابلة للتطوير، فالبداية الحقيقة للمكتبات المدرسيّة و التي تعتبر مرحلة سابقة لمركز مصادر التعلّم هي مكتبة الصفوف، جاءت بعدها المكتبة المدرسيّة التي تلحق بالمدارس و التي تطوّرت بحيث شملت بعض الوسائل والمواد الأخرى غير المطبوعة وأطلق عليها المكتبة الشاملة، وأخيراً مرحلة مركز مصادر التعلّم التي تهتم بجميع المصادر المعرفيّة على اختلافها وضرورة الانتقال من التركيز على عمليّة التعليم إلى التركيز على عمليّة التعلّم.
فضلاً عن تطوّر مفهوم وأهداف مركز مصادر التعلّم، أثر ظهور مشاريع لتطوير التعليم بشكل عام وتطوير مراكز مصادر التعلّم بشكل خاص في غالبية الدول، ففي مملكة البحرين على سبيل المثال ومن قبل وزارة التربيّة والتعليم تم تدشين مشاريع متنوعة لتطوير عمل مراكز مصادر التعلّم، منها مشروع تحويل المكتبات المدرسيّة إلى مراكز مصادر التعلّم مع نهاية الثمانينيات، ومشروع توظيف الإنترنت في التعليم عبرّ إدخاله مراكز مصادر التعلّم، وأخيراً وفي هذه الأيام ظهر مشروع الملك حمد لمدارس المستقبل القائم على توظيف التعليم الالكتروني في العلمية التربوية.
1- مركز مصادر التعلّم وعلاقته بالعمليّة التربويّة.
ارتبط مركز مصادر التعلّم بالمدرسة بصفته مظهراً من مظاهرها وأحد عوامل تقدّمها، فمركز مصادر التعلّم جزء متكامل من المؤسسة التربويّة يتأثر بالفلسفة التربويّة التي تتبعها أو تطبقها هذه المؤسسة. ويتلوّن ويتشكّل مركز مصادر التعلّم وفقاً لنوع الدّراسة ومستوى التعليم وطبيعة المؤسسة التربويّة، ولا يمكن أن يعمل مركز مصادر التعلّم منفصلاً أو بمعزل عن غيره من وسائل التربيّة والتثقيف والتدريس الأخرى بالمؤسسة التربويّة، بل يمكن القول إنّ مركز مصادر التعلّم بما يحويه من مصادر تعلّم متنوّعة وأساليب تعليميّة مختلفة؛ يُعدّ مركز الصدارة من بين جميع المصادر والأساليب التعليميّة الأخرى في المؤسسة التربويّة. وهذا ما أشارت إليه دراسة نادل كمال عزيز وأسامة باهي، دراسة تقويمية لمركز مصادر التعلم ... ، إذ أثبتت أنّ مركز مصادر التعلّم يحقق اكبر قدر من الفعاليّة إذا ما قورن بغيره من المرافق المدرسيّة كمختبر الحاسوب ومختبر العلوم.
ولذا فمن المتوقّع أن يكون مركز مصادر التعلّم أكثر ارتباطاً بالعمليّة التربويّة وأكثر تفاعلاً معها من بقيّة المرافق، خصوصاً وأنّه يخدّم كل أطياف العمليّة التربويّة وكل مقدّراتها، في حين أنّ بقيّة المرافق تخدّم ناحية معيّنة أو مادة دراسيّة بعينها.
لهذا نجد أنّ جميع الأدبيّات التربويّة تؤكّد أهميّة مركز مصادر التعلّم وقيمتها التربويّة، بعد أن أصبحت محوراً من المحاور الأساسيّة للمنهج الدراسي، ومركزاً للمصادر التعليميّة التي يعتمّد عليها في تحقيق أهدافه.
وقد ارتبط تطوّر مركز مصادر التعلّم بتطوّر العمليّة التربويّة، إذ ظهرت نظريات وأساليب حديثة في مجال التعليم، تبرز أفضل أنواع التعليم، وهو الذي يتمّ عن طريق الخبرة وخلق الرغبة والدافعيّة لدى المتعلّم في البحث عن المعلومات بنفسه ومن مصادرها المتعدّدة، وذلك بتأكيد التعلّم الذاتي والتعليم المستمّر، الذي يتطلب توجيه الطلبة نحو مركز مصادر التعلّم، لذا كان على مركز مصادر التعلّم أن يتطوّر ليواكب هذه التطوّرات والنظريات التربويّة الحديثّة لارتباطه الوثيق بالعمليّة التربويّة.
وبالرغم من الدور المهم الذي لعبته المكتبات المدرسيّة بمسماها التقليدي أو مراكز مصادر التعلّم باصطلاحها الحديث عبرّ تاريخها الطويل في دعم العمليّة التربويّة، فإنّها اعتمدت لفترة على الأوعيّة التقليديّة وبخاصّة الكتب والأوعيّة الأخرى. ومع وجود بعض المحاولات لتطويرها وإخراجها من هذا الإطار واجهت الكثير من الصعوبات الإداريّة والماليّة، وعندما كانت تنمو كان نموها تراكميّاً وليس تكامليّاً، ولم تلّعب دوراً ايجابيّاً في إدخال المصادر و النظم التكنولوجيّة التربويّة الحديثة، مما حال دون استخدامها من قبل الطلبة والمعلّمين. كذلك أغفلت المكتبة المدرسيّة في صورتها التقليديّة أهم عنصر من عناصر العمليّة التربويّة وهو المتعلّم بصفته محور العمليّة التربويّة.
ولكن عندما انعكست الاتجاهات والتطوّرات التربويّة على مركز مصادر التعلّم بصفتها محوراً تلتقي فيه الأنشطة التعليميّة، ومركزاً يواجه الاتجاهات التي تؤكّد التعلّم الذاتي و التربيّة المستمّرة، وتهتم بالمتعلّم بصفته المحور الرئيسي في العمليّة التربويّة، وتوفّر المصادر التعليميّة المختلفة لتكون بحق مركز لمصادر التعلّم؛ أصبحت تشكل ضرورة تربويّة للمؤسسة التربويّة.
ولتأكيد ذلك " ونتيجة للكم الهائل من المعلومات التي تحتويها أوعية الفكر المختلفة، ونمو المعارف البشرية نمواً كبيراً في كل يوم وكل ساعة، وجد رجال التربيّة أنّه لزاماً عليهم الانتقال بالمناهج الدراسيّة من حدود الكتاب الدراسيّ المقرّر إلى الأفاق الواسعة لمصادر المعلومات الأخرى في شتى صورها وموضوعاتها، وتحويل الخطة الدراسيّة إلى فترات يمارس فيها التلاميذ أوجه النشاط التربويّ والمهارات التي تهدف التربيّة إلى تحقيقها"، ولذا برز مركز مصادر التعلّم لمواجهة هذا التدفّق الكبير في المعلومات كعامل من أهمّ عوامل تحقيق الأهداف التربويّة، عبرّ توفير اكبر قدر من هذه المصادر، بحيث تكون وحدة متكاملة وشاملة تمتاز خدماتها بالتنوّع والثراء و القدّرة على مواجهة التغيرات والتطوّرات المستمّرة في المناهج والمقرّرات الدراسيّة والنظم التربويّة.
كذلك ضرورة الاهتمام بالمتعلّم بصفته محور العمليّة التربويّة عبرّ إلمامه الكافي وتدريبه المستمّر على استخدام مصادر التعلّم المختلفة بحيث يكون مؤهّلاً وقادراً على استخدام هذه المصادر والإمكانيّات، و من ثمّ يتعوّد على استخراج واستخدام المعلومات من مصادرها المتنوّعة دون الحاجة إلى المعلّم أو اختصاصي مصادر التعلّم وهذا ما يحقق مبدأ التعلّم الذاتي، ويجعل من مركز مصادر التعلّم مصدراً تعليميّاً فعّالاً يخدم العمليّة التربويّة ويساهم في تطويرها وتحسينها.
بهذا يمكن القول إنّ مركز مصادر التعلّم على علاقة بالعمليّة التربويّة، استمدّ وجوده وكيانه من المؤسسة التربويّة، واستمر باستمرارها، وتطوّر بتطوّرها، وذلك عبرّ علاقته العضويّة التي لا تنفصل بينه وبين جميع العمليّات التربويّة.
لقد مرّت مركز مصادر التعلّم بمراحل عدّة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم ولا زالت قابلة للتطوير، فالبداية الحقيقة للمكتبات المدرسيّة و التي تعتبر مرحلة سابقة لمركز مصادر التعلّم هي مكتبة الصفوف، جاءت بعدها المكتبة المدرسيّة التي تلحق بالمدارس و التي تطوّرت بحيث شملت بعض الوسائل والمواد الأخرى غير المطبوعة وأطلق عليها المكتبة الشاملة، وأخيراً مرحلة مركز مصادر التعلّم التي تهتم بجميع المصادر المعرفيّة على اختلافها وضرورة الانتقال من التركيز على عمليّة التعليم إلى التركيز على عمليّة التعلّم.
فضلاً عن تطوّر مفهوم وأهداف مركز مصادر التعلّم، أثر ظهور مشاريع لتطوير التعليم بشكل عام وتطوير مراكز مصادر التعلّم بشكل خاص في غالبية الدول، ففي مملكة البحرين على سبيل المثال ومن قبل وزارة التربيّة والتعليم تم تدشين مشاريع متنوعة لتطوير عمل مراكز مصادر التعلّم، منها مشروع تحويل المكتبات المدرسيّة إلى مراكز مصادر التعلّم مع نهاية الثمانينيات، ومشروع توظيف الإنترنت في التعليم عبرّ إدخاله مراكز مصادر التعلّم، وأخيراً وفي هذه الأيام ظهر مشروع الملك حمد لمدارس المستقبل القائم على توظيف التعليم الالكتروني في العلمية التربوية.
1- مركز مصادر التعلّم وعلاقته بالعمليّة التربويّة.
ارتبط مركز مصادر التعلّم بالمدرسة بصفته مظهراً من مظاهرها وأحد عوامل تقدّمها، فمركز مصادر التعلّم جزء متكامل من المؤسسة التربويّة يتأثر بالفلسفة التربويّة التي تتبعها أو تطبقها هذه المؤسسة. ويتلوّن ويتشكّل مركز مصادر التعلّم وفقاً لنوع الدّراسة ومستوى التعليم وطبيعة المؤسسة التربويّة، ولا يمكن أن يعمل مركز مصادر التعلّم منفصلاً أو بمعزل عن غيره من وسائل التربيّة والتثقيف والتدريس الأخرى بالمؤسسة التربويّة، بل يمكن القول إنّ مركز مصادر التعلّم بما يحويه من مصادر تعلّم متنوّعة وأساليب تعليميّة مختلفة؛ يُعدّ مركز الصدارة من بين جميع المصادر والأساليب التعليميّة الأخرى في المؤسسة التربويّة. وهذا ما أشارت إليه دراسة نادل كمال عزيز وأسامة باهي، دراسة تقويمية لمركز مصادر التعلم ... ، إذ أثبتت أنّ مركز مصادر التعلّم يحقق اكبر قدر من الفعاليّة إذا ما قورن بغيره من المرافق المدرسيّة كمختبر الحاسوب ومختبر العلوم.
ولذا فمن المتوقّع أن يكون مركز مصادر التعلّم أكثر ارتباطاً بالعمليّة التربويّة وأكثر تفاعلاً معها من بقيّة المرافق، خصوصاً وأنّه يخدّم كل أطياف العمليّة التربويّة وكل مقدّراتها، في حين أنّ بقيّة المرافق تخدّم ناحية معيّنة أو مادة دراسيّة بعينها.
لهذا نجد أنّ جميع الأدبيّات التربويّة تؤكّد أهميّة مركز مصادر التعلّم وقيمتها التربويّة، بعد أن أصبحت محوراً من المحاور الأساسيّة للمنهج الدراسي، ومركزاً للمصادر التعليميّة التي يعتمّد عليها في تحقيق أهدافه.
وقد ارتبط تطوّر مركز مصادر التعلّم بتطوّر العمليّة التربويّة، إذ ظهرت نظريات وأساليب حديثة في مجال التعليم، تبرز أفضل أنواع التعليم، وهو الذي يتمّ عن طريق الخبرة وخلق الرغبة والدافعيّة لدى المتعلّم في البحث عن المعلومات بنفسه ومن مصادرها المتعدّدة، وذلك بتأكيد التعلّم الذاتي والتعليم المستمّر، الذي يتطلب توجيه الطلبة نحو مركز مصادر التعلّم، لذا كان على مركز مصادر التعلّم أن يتطوّر ليواكب هذه التطوّرات والنظريات التربويّة الحديثّة لارتباطه الوثيق بالعمليّة التربويّة.
وبالرغم من الدور المهم الذي لعبته المكتبات المدرسيّة بمسماها التقليدي أو مراكز مصادر التعلّم باصطلاحها الحديث عبرّ تاريخها الطويل في دعم العمليّة التربويّة، فإنّها اعتمدت لفترة على الأوعيّة التقليديّة وبخاصّة الكتب والأوعيّة الأخرى. ومع وجود بعض المحاولات لتطويرها وإخراجها من هذا الإطار واجهت الكثير من الصعوبات الإداريّة والماليّة، وعندما كانت تنمو كان نموها تراكميّاً وليس تكامليّاً، ولم تلّعب دوراً ايجابيّاً في إدخال المصادر و النظم التكنولوجيّة التربويّة الحديثة، مما حال دون استخدامها من قبل الطلبة والمعلّمين. كذلك أغفلت المكتبة المدرسيّة في صورتها التقليديّة أهم عنصر من عناصر العمليّة التربويّة وهو المتعلّم بصفته محور العمليّة التربويّة.
ولكن عندما انعكست الاتجاهات والتطوّرات التربويّة على مركز مصادر التعلّم بصفتها محوراً تلتقي فيه الأنشطة التعليميّة، ومركزاً يواجه الاتجاهات التي تؤكّد التعلّم الذاتي و التربيّة المستمّرة، وتهتم بالمتعلّم بصفته المحور الرئيسي في العمليّة التربويّة، وتوفّر المصادر التعليميّة المختلفة لتكون بحق مركز لمصادر التعلّم؛ أصبحت تشكل ضرورة تربويّة للمؤسسة التربويّة.
ولتأكيد ذلك " ونتيجة للكم الهائل من المعلومات التي تحتويها أوعية الفكر المختلفة، ونمو المعارف البشرية نمواً كبيراً في كل يوم وكل ساعة، وجد رجال التربيّة أنّه لزاماً عليهم الانتقال بالمناهج الدراسيّة من حدود الكتاب الدراسيّ المقرّر إلى الأفاق الواسعة لمصادر المعلومات الأخرى في شتى صورها وموضوعاتها، وتحويل الخطة الدراسيّة إلى فترات يمارس فيها التلاميذ أوجه النشاط التربويّ والمهارات التي تهدف التربيّة إلى تحقيقها"، ولذا برز مركز مصادر التعلّم لمواجهة هذا التدفّق الكبير في المعلومات كعامل من أهمّ عوامل تحقيق الأهداف التربويّة، عبرّ توفير اكبر قدر من هذه المصادر، بحيث تكون وحدة متكاملة وشاملة تمتاز خدماتها بالتنوّع والثراء و القدّرة على مواجهة التغيرات والتطوّرات المستمّرة في المناهج والمقرّرات الدراسيّة والنظم التربويّة.
كذلك ضرورة الاهتمام بالمتعلّم بصفته محور العمليّة التربويّة عبرّ إلمامه الكافي وتدريبه المستمّر على استخدام مصادر التعلّم المختلفة بحيث يكون مؤهّلاً وقادراً على استخدام هذه المصادر والإمكانيّات، و من ثمّ يتعوّد على استخراج واستخدام المعلومات من مصادرها المتنوّعة دون الحاجة إلى المعلّم أو اختصاصي مصادر التعلّم وهذا ما يحقق مبدأ التعلّم الذاتي، ويجعل من مركز مصادر التعلّم مصدراً تعليميّاً فعّالاً يخدم العمليّة التربويّة ويساهم في تطويرها وتحسينها.
بهذا يمكن القول إنّ مركز مصادر التعلّم على علاقة بالعمليّة التربويّة، استمدّ وجوده وكيانه من المؤسسة التربويّة، واستمر باستمرارها، وتطوّر بتطوّرها، وذلك عبرّ علاقته العضويّة التي لا تنفصل بينه وبين جميع العمليّات التربويّة.